حيدر العزاوي
دُعيت كبار الشياطين الى اجتماع طارىء في قصر إبليس الاب لأمر يجهلونه.
وصل المدعوون الى القصر يتبخترون واحداً تلو الاخر،
بعد برهة من الزمن ساد صمت مرعب الأجواء فإبليس الاب قد حضر؛ ليبدأ حديثه مُرحباً بالضيوف: مرحباً بكم يا اعوان الشر وساداته في قصري المتواضع، مرحباً بالمضحين بأنفسهم في سبيل خدمتي، إنني وبكل اعتزاز اثني على عملكم الدؤوب الذي لطالما كان لي منذ امد بعيد موضع فخر، فكنتم أنتم وقبائلكم نعمَ العون ونعم النصير.
لحظات من الصمت يستدرك إبليس بعدها حديثهُ بالقول: يا معشر الشياطين دعوتكم ها هنا لإمر هام
انا اليوم أعلن توبتي النصوحة الى الله سبحانه على امل الغفران من كريم رحيم ؛ كما اآمركم أيضاً بفعل ما فعلت وان تكفوا عن الوسوسة وإغواء الناس وعن كل شر إلى يوم الدين. انصرف جميع الشياطين وسط ذهول وحيرة بعد ان تعهدوا لإبليس بالطاعة ، الا المقربون؛ سأل احدهم إبليس بالقول: أيها المعظم ومتى يوم الدين؟
إبليس: لا اعلم ذلك فالأمر لربما سيطول، فقد أخبرني أحد أعواني بأنه سمع أحد الملائكة المقربين من السماء السابعة يتكلم عن أمر جلل!،
هناك من يَدّعي بان الله امر بأن تعاد جميع المخلوقات الى عالم البرزخ قريباً حيثما كانوا ومن ثم بعدها يُعيد خَلق الخلقِ مجدداً؛
ما يقلقني حقاً ويرهق تفكيري هو ذاك #المشهد المطبوع في ذاكرتي حينما يطلب الله تعالى من الجميع #السجود، فحينها كيف سيكون موقفي؟، كيف….؟! أيمكن أن اسجد لأدم ذلك المخلوق الطيني أمام كل الملا؟!,
سأفقد هيبتي التي لطالما عملت جاهداً بالعبادة لأحظى بها، لدرجة انني قد تُوجت بلقب طاووس الملائكة؛ اخشى من أن كبريائي سيمنعني من فعلها فيعيد الله لعني مجدداً وأعود لما كنت عليه؛ هيا بنا يا اصدقائي لنلقي نظرة على حدود مملكتنا الممتدة لحدود جهنم فمجرد استذكار إمكانية سجودي لأدم ذلك الطيني تُصيبني ب الجنون.
كذلك هم بعض البشر في حياتنا مهما بلغوا من التوبة القرب الشديد يمنعهم كبريائهم وتغطرسهم من الضفر بها ونيلها وبالتالي يبقون على ما هم عليه من دون ادنى تغيير.
تمت
حيدر العزاوي.