قد يتبادر الى ذهن البعض ممن يقرأون العنوان بالرجوع بالذاكرة الى كتب التفسير وبعض الآيات البينات للقران الكريم والتي تتناول في مضمونها العذاب المسلط من الله وسخطه وغضبه على بعض الامم والاقوام التي قد عاصرت الأنبياء والرسل قديما، عذاب تجسد اغلبيته بصور (مادية) كثيره ، قد استهدفت عين الانسان وقد اجهزت على حياته لمخالفته لإمر الله وشريعته التي ارسل بها انبيائه ورسله ، ومن الأمثلة على تلك العذابات ، انه قد عاقب قوم لوط بالصيحة وارسل على قوم عاد الريح العاتية واغرق قوم نوح بطوفان عظيم ،
ان كل ما ذكر ما هي الى مقدمة واضحه للوضع السيء والمرير الذي يعيشه المجتمع في وقتنا الحاضر وافتقارنا لأبسط سبل العيش بعزة وكرامه ، ناهيك عن انهيار واضمحلال المظلومات الاساسية للمجتمع ، المتمثلة بالمنظومة الاخلاقية والدينية والاجتماعية والفكرية في زمن ساد فيه الظلم والطغيان واكل المال الحرام وجعل الكذب والغيه والنميمة من الامور المسلمات والمتقبلة بين اوساط الشعب ،فلا امر بمعروف ولا نهي لمنكر، ودعاء يرد من مسلم مؤمن،
بمرور السنوات ونفاذ كل السبل والوسائل المتاحة لتحسين تلك الأوضاع المزرية ، فلا جدوى تذكر ، وسط استنتاج وقناعات شخصية ، ان كل تلك الازمات نتاجها عذاب وابتلاء الهي قد سلط بصورة وطريقته (معنوية) ، لنكون أمواتا في المضمون وأحياءً في الظاهر لمخالفتنا وعدم التزامنا بشريعة وتوجيهات الله وسلوك الطرق الصحيحة الممنهجة للخلاص،
فالعدول بالأعمال والتعاملات اتجاه الرب واتجاه عباده من الناس والالتزام بالقيم والمنظومات الاساسية الموضوعة على اساس صحيح وراسخ هو الحل لكل هذه الابتلاءات الربانية التي نعيشها ، وما يأتي من الله لن يرفعه سوى الله ، فبأعمالنا يكون الاصلاح والتغيير والخلاص ، ولله سبحانه الحجة البالغة .