الدم هو السائل الذي يقوم بجميع وظائف الجسد، وفقدان القليل منه يجعلك في حالة حرجه وقد تتعرض للموت اذا لم يتم اسعافك بأسرع وقت ممكن، مصطلح ديناميكا الدم هي عملية تطلق على تدفق الدم في جسد الإنسان، اذاً ما هو الربط بينها وبين العراق ؟
هناك تشابه كبير بين هذه العملية و بين العراق، وذلك التشابه يكمن بأن الدورة الدموية تقوم عن طريق أليات خاصه وظيفتها الحفاظ على الدم و إخراج الفاسد منه و تنظيف الجسم من المخلفات، أما العراق فهو يمارس نفس الديناميكا الخاصة بالدم ولكن عكس وظيفتها، حيث يتم سنوياً تقديم الدماء من الجميع قرباناً للعراق وحباً به، فمثلا في يومٌ واحد تم تحويل نهر دجلة لنهر دم و راح ضحية هذا القربان اكثر من ١٧٠٠ شخص لبو نداء الوطن و ذهبوا للدفاع عنه ، في الانتفاضة الشعبانيه تلك الانتفاضة التي انطلقت ضد النظام الدكتاتوري الذي كان يرأسه صدام حسين، حيث انطلقت الحشود ضد الظلم ومن اجل وطنٌ فقدوه منذ زمن، خرجوا لاستعادته فلم يعودوا وتركوا خلفهم مئات الارامل والايتام، والى يومنا هذا ما زالوا الكثير مفقودين لا توجد لهم جثة و لا قبر ليقروا عليه الفاتحة، فقدوا أما بخندقٌ تحت الارض أمتلأ بالمناضلين، او قتلوا برصاص الغدر والخيانة، كل تلك الارواح و لم تنتهي دورة العراق الدموية فمنذ النظام السابق و الى سنة ٢٠١٨ قاموا العراقيين بإعطاء القرابين لألاف الارواح حتى لم يبق مجالٌ لدفنهم، فوادي السلام تنازل عن أسمه فلا سلام موجود في أرض اعتادت ع القتل والموت، امتلأت المقابر و اصبح الاخ يحضن اخيه في قبره و العاشق يمسك يد حبيبته العظمية، قلنا سيتغير كل شيء فبات الفساد يعبث بالفقراء حتى ماتوا جوعاً، فأنتفض الشعبُ من جديد ليقول كلمة الحق و يوقف هذا الدورة الدموية فأنعشها من جديد بأكثر من ٦٠٠ شهيد راحوا ضحية كلمة العراق و العلم ذات الثلاث ألوان، فاللون الاسود ارتسمت به سماءه حداداً على شعب ارتدى اللون الثاني ليكون كفنً لهم، أما الأرض فتصبغت بالأحمر من كثرة الدماء التي سالت لأسم العراق، أما لون كلمة الله اكبر، رفعهُ الحسين (ع) ليواصل مسيرة جده للإصلاح حتى سقط شهيداً في كربلاء ليعلن بداية دورة العراق الا منتهيه، ليس الحروب فقط من تذرف الدماء بل النطق باسم العراق هو كفيلٌ بأن يجعلك تخسر حياتك كلها .